الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم الدكتور أحمد المناعي: وليد البناني... كما عرفته

نشر في  13 نوفمبر 2020  (12:53)

بقلم الدكتور: أحمد المناعي

* تنويه...

أود أن أشير الى أني كتبت أكثر من مئة ورقة تحت هذا العنوان » فلان ….كما عرفته  » لم أنشرمنها الا القليل. وتخص هذه الورقات أشخاصا رجالا ونساء تونسيين وأجانب من مفكرين وأدباء وشعراء وسياسيين في الحكم أو في المعارضة ومقاومين للأستعمار ومناضلين حقوقيين وصحافيين وطلاب لجوء سياسي وغيرهم تعرفت عليهم في مرحلة من مراحل حياتي وتعاونت معهم لفترات طويلة أو قصيرة.

وما كتبته عنهم ليس فيه ما يتصل بحياتهم الخاصة أو بمهنهم أو اختصاصاتهم وأدائهم فيها ولا أشك في أن الكثيرين منهم كانوا متميزين في ميادينهم وانما كتبت عنهم في علاقاتي بهم ولا شيئ غير.

 

ليد البناني كما عرفته…  بقلم أحمد المناعي

وصل وليد البناني القيادي النهضاوي الى مطار بركسل في بلجيكا يوم 7 فيفري 1992 قادما من الجزائر.وبعد ثلاثة أيام من ذلك اتصل بي عبد الرؤوف بولعابي ممثل النهضة في فرنسا وأعلمني بأن محامي البناني حضر الى باريس وطلب مني أن أحضر لقاءهما. وفعلا تم ذلك اللقاء صباحا في سيارة المحامي الرابضة أمام الفندق الذي نزله في شارع مونج في الدائرة الخامسة بباريس,(قبلت أن أقدم المساعدة على الرغم من أني قطعت رسميا كل تعاون مع النهضة لقناعتي بأنها تورطت في محاولة انقلابية فاشلة وأخطرت الغنوشي بذلك في اتصال هاتفي معه في الجزائر-عن طريق الحبيب المكني- يوم 26 سبتمبر 1991)

حدثنا المحامي – الأستاذ جورج هنري بوتيا-عن تعقيدات الملف باعتبارأن البناني قد حاول الدخول الى الأراضي البلجيكية بجواز مدلس دون طلب اللجوء وأنه قدم نفسه كرئيس لحركة النهضة وأنه لو قدم نفسه منذ البداية كطالب لجوء لكان وضعه أسهل.

Maitre Georges Henri Beauthier.

تحادثنا طويلا حول ظروف الأيقاف وطلب مني المحامي مساعدته بما أمكن لي وخاصة بشهادة عن الحالة العامة في تونس. وفعلا وعدته بذلك  ومن الغد يوم 3 مارس 1992 كتبت رسالة طويلة الى محامي البناني ذكرت فيها أنني لا أعرف هذا الشخص ولكني أعرف جيدا الأوضاع السائدة في تونس وأني لا أستغرب أن يكون البناني خائفا على حياته اذا ما حرم من دخول التراب البلجيكي ومنع من تقديم طلب اللجوء السياسي وأضفت نسخة من الشهادة التي نشرتها منذ الأيام الأولى من خروجي من تونس في 18 ماي 1991 .

وبادرت بالأتصال ببعض الشخصيات الحقوقية وأولها الأستاذة -منيك شميليا جندرو- نائبة رئيس » الجمعية الفرنسية » اتصلت بها هاتفيا وراسلتها يوم 2 مارس 1992باسم -تونس: الدمقراطية الان- التي كنت من مؤسسيها وعضو في هيئتها الادارية وشرحت لها وضع البناني المحجوز في مطار بركسل ووعدتني بأنها ستتحرك.

Monique Chemillier Gendreau: Vice présidente de L’association française des juristes démocrates (AFJD)

وفي يوم الثلاثاء 2 مارس 1992 اتصلت بالسفارة البلجيكية في باريس وطلبت موعدا مع سعادة السفيرلوفد تونسي.وتم لنا ذلك في اليوم التالي 3 مارس صباحا.

عند حضرة السفير:

 

كان وفدنا يتركب من أحمد المناعي رئيس منظمة » تنسيقية الدفاع عن الحريات في تونس » ويونس عثمان رئيس منظمة: » تونس الدمقراطية الان » وعبد الرؤوف بولعابي ممثل النهضة في فرنسا.

استقبلنا السفير بحفاوة في قاعة صغيرة ملحقة بمكتبه وجلس على كرسي قدامنا وجدد ترحابه وسألنا عن أمرنا. .

شكرت السفير وأعطيته صورة عن الأوضاع السياسية والحقوقية في تونس والتي أدت الى هروب كثير من التونيسيين للخارج طلبا للأمن والسلامة…ومنهم وليد البناني الموقوف في مطار بركسل منذ يوم 7 فيفري..

ثم أحلت الكلمة الى يونس عثمان الرجل الطيب والذي لم يكن يعرف الكثير عن الأوضاع التونسية لطول انقطاعه عنها  فقال ما يؤيد كلامي ثم أحلت الكلمة الى بولعابي.

بدأ بولعابي بتقديم نفسه: مناضل وقيادي في النهضة منذ سنة 1981 حين حكم عليه بكم سنة سجنا …فصدم السفير ورجع بكرسيه المقابل لنا بحوالي المتر ثم واصل بولعابي حديثه فذكرأنه جكم عليه بعشرين 20سنة أشغال شاقة سنة 1987… فقام السفير من مكانه معتذرا بأنه سيأتي بالقهوة وخرج من القاعة بضعة دقائق وسمعت وشوشة وراء الباب وأحسبه قد اتخذ بعض الأجراءات الأمنية وبعد رجوعه واصلنا الحديث بضعة دقائق ثم شكر لنا حضورنا ووعدنا بابلاغ حكومته رسالتنا.

وفي اليوم التالي بعثت له برسالة شكر باسم الوفد.

 الى هذا الحد لم أكن أعرف شيئا عن وليد البناني حتى جاءتني أخبار تؤكد أنه كان »محبوبا كثيرا »من اخوانه في الجزائر الى حد أنهم وزعوا المشروبات والمرطبات عندما جاءهم خبر اعتقاله في مطاربركسل.

وشرح لي شخص من النهضة أن أن البناني كان اخر رئيس منتخب للحركة وأن غيابه يحدث « فراغا دستوريا » لا مخرج منه الا بمؤتمر استثنائي. وفهمت وقتها لماذا كان الغنوشي يمضي بياناته  » عن حركة النهضة وليس رئيس النهضة:راشد الغنوشي »وهو الذي حسبته رئيسا منذ لقائنا الأخير في تونس يوم 18 ماي 1989. وتذكرت وقتها المثل الشعبي القائل »من حفر جبا لأخيه وقع فيه ». فقد خططت النهضة لأحداث فراع دستوري بمشروعها استهداف طائرة  رئيس الدولة بصاروخ استنقر, ….

ظللت على اتصال بمحامي البناني بالهاتف وظل يخبرني بكل جديد يحدث على وضعه وفي ملفه ولم يكن لي أدنى اتصال بالبناني

في شهر أفريل 1992 كتبت هذا المقال وعرضته على صحيفة » لوصوار » أكبر الصحف الفرنكفونية البلجيكية ولكنها لم تنشرمنه الا فقرات قليلة.

 

https://tunisitri.wordpress.com/2017/07/09/ahmed-manai-un-autre-regard-sur-la-tunisie-avril-1992/

الندوة الصحفية

خرج البناني من مطار بركسل ودخل التراب البلجيكي برخصة اقامة وقتية  وقدم طلبه في اللجوء السياسي واستقر في مدينة لياج. ومرت الأيام والسنوات وهو ينتظر الموافقة ….لكن بلجيكا لم تقصر في حقه وعائلته وعاملتهما بسخاء كبير.

في فيفري 1995 تعرضت لقضيته في كتابي » العذاب التونسي… » وذكرت مساعي السفير التونسي الحثيثة السيد رشيد صفر لدى السلطات البلجيكية للسترجاع البناني أو طرده من بلجيكا .

وقد حرك الكتاب قضية طلاب اللجوء التونسيين في أوروبا ولكن قضيته بقيت جامدة بل زادت القضية تعقيدا بعد اغتيال وزير الدولة البلجيكي « كولس » من قبل 2 تونسيين من القصرين مسقط رأس البناني فوجدت السلطات التونسية في ذلك ضالتها . فوقع القبض على المتهمين في تونس وربطت قضيتهما بالبناني والنهضة وسعت لمقايضتهما بالبناني فبعثت بالقاضي بن عبيد الى بركسل….

واتفق البناني ومحاميه على تنظيم ندوة صحفية لتوضيح القضية للرأي العام البلجيكي فالتصل بي البناني ومحاميه ودعاني لحضور الندوة…فقبلت على مضض وفي رسالتي الى البناني بعض الشروح لتحفظاتي الأولية.

يوم 30 أكتوبر 1996 تمت الندوة في مكتب المحامي وفوجئت بعدد الصحافيين والقنوات التلفزية التي حضرتها. فعلى الرغم من كبر المكتب وسعته اضطر الكثير منهم للبقاء وقوفا.

وتكلم الأستاذ مطولا لشرح القضية منذ بدايتها في فيفري 1992 ثم أحال لي الكلمة.فتحدثت وتحدثت ثم جاء دور الأسئلة…فتهاطلت علي من كل جانب…ودام ذلك حوالي الساعتين.

عندما هممت بالسفر أوصيت البناني أن يبعث لي بالملف الصحفي وبنسخة من الكاسات التي صورها أصدقاءه  لغاية التوثيق وسلمته 4 نسخ من كتابي لغاية بيعها وهي احدى الوسائل الممولة لنشاطاتي.

يومها رجعت الى داري حوالي منتصف الليل.

————————————————-         

رسالتي الى البناني  

 

–بعثت برسالتين مخطوطتين الى البناني وكون الصورة غير مقروءة فقد رقنتهما ولم أغير كلمة واحدة ولا أصلحت فيها شيئا.

يسم الله الرحمان الرحيم

كركورين في 26-6 1998

الأخ وليد البتاتي السلام عليكم ورحمة الله وبعد

انتظرت أن تأتي الى باريس كما وعدتني وأحسب أنه تعذر عليك  فلا بأس لهذا أكتب لك هذه الأسطر.

منذ أكثر من سنة ونصف اتصلت بي بالهاتف وطلبت مني أن أحضر الى بركسل لمساندتك فيما كنت عرضة له  من تهديدات  وهو ما لم أبخل عليك به واثقا من أن ذلك أدنى الواجبات تجاه أخ  ومواطن تونسي ملاحق طلما واستبدادا.  لم أكن أعرفك الا بالأسم ككثير ممن تصرفت معهم نفس التصرف ودونما تردد.

لا أخفي عليك وأكتبه لك الان بعد مضي العهد وقد استحال علي قوله لك مباشرة  أني ترددت  شبئا ما قبل المجيئ الى بركسل.

ربما تذكر في مكالمتك الهاتفية أنك ركزت على المنافغ المرجوة لحركة النهضة والاعتراف بها الى غير ذلك من خلال الندوة الصحفية .ذلك هو الذي جعلني أتردد.

غير أني جئت لك وليس لسواك  ولو طلب مني شهادة في أأقصى الأرض ما كتمتها.

ولماذا ترددت؟ لأن أمر الأعتراف الدولي بالنهضة أو غيرها من الأحزاب السياسية لا يهمني البتة وحتى لو تم ذلك ما أحسبه يساعد خطوة في حل القضية التونسية. بل ربما ساهم في ابعاد افاق حلها.

وترددت أيضا  لأني عايشت النهضة  فترة طويلة وأحسب أني خبرتها وتعرفت على المنطق الذي يحركها..وأحدث لي كل ذلك خيبة أمل كبيرة لا فقط في قدرتها أن تكون يوما بديلا سياسيا فذاك من الأحلام التي يمنعها علي عمري وتجربتي المتواضعة في الحياة بل حتى أن تكون طرفا من الأطراف المؤثرة في المعادلة التونسية. وأخشى ألا شيئ في التجارب المريرة التي عاشتها وتعانيها قيادتها وقواعدها منذ نشأتها وفي المحن المتواصلة والمتكررة قد علم الناس أن المشكل الأساسي هو في طبيعة منطق التعامل مع الاخرين أي مع المجتمع الواسع.أقول هذا عرضا لأتخلص الى شيئ بسيط .لا تحسبه نرجسية وحب ذات وانما حقي البسيط عليك. ان ما نشر في الصحافة وما صورته أنت وأصدقاءك في الندوة الصحفية  فأنا أولى به من التنظيم. لك أن تبعث لمن شئت ولكن واجبك أن تبعث به الي أولا بأول  لأني شريكك فيه ويؤسفني أن لم أتصل بشيئ منذ سنة ونصف ولا حتى بثمن الكتب  ولا حتى بخبر عن صديقك في أمستردام الذي وعدني بدعوة منه لا تحسب أني مسكون بمرض حب الظهور فقد تجاوزت ذلك والحمد لله ولكني مريض بتونس وأحمل وزر شعبها ورجالها ونسائها دون تمييز بينهم. لماذا ذكرت كل ذلك الان؟ لأنه جاءتني منذ أسبوع  نشرة صحافية وصور وكاسيت عن زيارة لأستمبول لمساندة اخوة هناك- أردغان ورئيس الرابطة التركية لحقوق الأنسان_ لا أعرفهم ولبضع ساعات فقط . جاءني كل ذلك بعد خمسة عشر يوم  فقط من الزيارة  

 

والسلام

 أحمد المناعي

—————————————————————–

كركورين في 27-7-1998 

يسم الله الرحمان الرحيم

السيد وليد البتاتي السلام عليكم ورحمة الله

 وبعد

كتبت لك رسالة بتاريخ  26-6 1998 وأحسب أنها وصلتك وان لم تصلك ففحواها هو التالي؛

منذ قرابة السنتين دعوتني لمشاركتك في ندوة صحفية لغاية التصدي للحملة التي تعرضت لها من قبل السلطات التونسية…ولقد جئتك دون تردد ايمانا مني بتأدية واجب تجاه مظلوم يلاحق بلا هوادة وهو نفس الواجب الذي أديته بنفس الروح كلما طلب مني ذلك. لم أكن أعرفك الا من خلال ما سمعته عنك من بعض أصدقائك وما عرفته من محاميك الذي لاقيته في باريس وأنت في حالة ايقاف في المطار. كان هذا كاف للحترامك.

انتظرت بعد رجوعي أن تبعث لي بتسجيل للندوة الصحفية وبما صدر عنها في الصحافة لا استجابة لنرجسيتي ولكن فقط لأجل توثيق هذا الحدث واحلاله يوما في صفحة من نضالات التونسيين,

اني اسف ان لم تقم بهذا الواجب البسيط ولعلك اعتبر حقك أن تعلم تني مأجورا جئتك بأمر.ومن حقك أن تعلم أنني جئتك على نفقتي وأخذت رخصة بيوم اختصمتها من رخصتي السنوية.

بعد أقل من ستة أشهر من ذلك تعرضت الى اعتداء وأذكر أنك هتفت لي غير أنك لم تقم برد الزيارة يوم حلت قضيتك وجئت الى باريس.

ماذا أزيد على ذلك؟فقط هذا الشيئ البسيط : في يوم من أيام شهر ماي الفائت دعيت للمشاركة في وفد حقوقي الى تركيا وليوم واحد. بعد أقل من أسبوعين من ذلك جائتني الصور والنشرة الصحفية الجامعة لكل الأنشطة..

 

وأعلم أنك بعثت بكل شيئ الى تنظيمك وهو نفس التنظيم الذي جاءني للمستشفى يوم 14 مارس 1987 ولم يفكر أصحابه في تسليمي نسخا من صور جسدي المدمر التي أخذوها.

لا أدري كم مرة  قررت أن ألزم مكاني وأحترم نفسي وأقيم سدا بيني وبين القوم ولكنني أتراجع عن قراري كل مرة أسمع فيها صوت مستغيث فعسى الله أن يجعل جنوني لوجهه الكريم.

وأخيرا تركت لك أربعة كتب وذكرت أنك بعتها .أنا أشتري الكتب من الناشر بخصم 33% أي 440 فرنك -140 =277 فرنك. رجاء أن تبعث لي بالمبلغ الأخير وأن تحتفظ لنفسك بالبقية وهو حقك

والسلام

أحمد المناعي

——————————————–

من المضحكات المبكيات ؛في أخلاقهم

1 –يوم السفر الى بركسل لحضور الندوة الصحفية خرجت الساعة السادسة صباحا من داري في الضاحية الجنوبية لباريس -رأر- الميترو- القطار-ووصلت الساعة الحادية عشر والنصف الى بركسل ووجدت في انتطاري صديقا للبناني قال لي أن صديقه قد تأخر…من لياج. وهي على أقل من ساعة من بركسل 

2 –أعطيت مبلغ 550 فرنك لصحفي فرنكفوني عاطل عن العمل لكتابة مقال قصير في صحيفة لوصوار في موضوع البناني فكتب المقال ولم ينشر.

3 –حضرت الندوة ورحب بي كثير من الصحافيين لكونهم يعرفونني بالأسم ….ولا زلت أنتظر الى اليوم أن يبعث لي البناني بالملف الصحفي ونسخة من الكاسات ولكنه لم يتأخر في تقديم كل شيئ الى تنظيمه.

4  –بعد الندوة الصحفية لم يتصل بي البناني الا مرة واحدة بالهاتف في مارس 1997 ليواسيني بعد الأعتداء علي يوم 14 مارس 1997 وبعد أن حصل على اللجوء أصبح من رواد باريس لكونها عاصمتهم ولم يفكر يوما في الأتصال بي أو زيارتي حتى عندما أجريت لي عملية على القلب في جويلية   2001 .

5  –بعد رسالتي الأخيرة الى البناني جاءني أحد أصدقائه ودفع لي ثمن الكتب ولم أطلب شيئا غير ذلك

 

 6 –وليد البناني كان طالبا ألمعيا  على ما يبدو حسب أوكيبديا فهو خريج المدرسة العليا للأدارة في سنة 1976 وهو المولود في 1956 أي في سن العشرين سنة.

Né en 1956 Walid Bennani est  Diplômé de l’École nationale d’administration en 1976

وليد البناني  محكوم عليه بخمس سنوات سجنا في 1981 وبعشرين سنة أشغال شاقة1987  وبالمؤيد في محاكمة 1992

———————————————– 

https://www.lesoir.be/art/pour-l-opposant-tunisien-le-juge-ben-ayed-soumet-la_t-19961030-Z0CVE6.html/

30/10/1996

Pour l’opposant tunisien, le juge Ben Ayed soumet la Belgique à un chantage

Cools : Bennani rejette les accusations de Tunis

Walid Bennani attend avec impatience l’arrêt du Conseil d’Etat, qui sera probablement rendu la semaine prochaine, qui doit annuler les décisions de l’Office des étrangers et lui permettre ainsi d’obtenir le statut de réfugié politique en Belgique. Car si l’opposant tunisien a obtenu l’autorisation provisoire de rester dans notre pays, où il réside depuis près de 5 ans, sa situation reste précaire. C’est d’autant plus préoccupant pour lui que la Tunisie ne ménage pas ses efforts pour le « récupérer».

Me Georges-Henri Beauthier, l’avocat de Bennani, qualifie de chantage la dernière manoeuvre en date : impliquer l’opposant (et le mouvement islamiste Ennahda, dont il est le numéro deux) dans l’assassinat d’André Cools et obtenir son extradition en échange de la collaboration de Tunis concernant les deux assassins présumés de l’ancien ministre d’Etat. C’est dans cet esprit qu’il faut interpréter la venue en Belgique, la semaine dernière, d’une commission rogatoire tunisienne, dit Me Beauthier, qui n’hésite pas à qualifier le juge Ben Ayed de missi dominici du pouvoir.

 Walid Bennani a une nouvelle fois protesté hier de son innocence, rappelant les tentatives antérieures de Tunis pour obtenir son extradition – allant même jusqu’à manipuler la Sûreté belge – et la tentative d’enlèvement – par des gens ayant des liens avec le personnel diplomatique tunisien en Belgique, précise Me Beauthier – dont son fils a été victime en janvier 1995.

Et l’opposant tunisien se réjouit que la tactique n’ait pas fonctionné, comme en témoigne une lettre du ministre de la Justice, Stefaan De Clerck, assurant que les autorités judiciaires ne lui ont fourni aucune information confirmant une implication d’Ennahda dans le dossier Cools.

Pourquoi un tel acharnement de la Tunisie contre Walid Bennani ? C’est Ahmed Manaï, autre opposant réfugié à Paris depuis 1992 et auteur du «Supplice tunisien» (éd. La Découverte), qui a formulé hier la réponse : La Tunisie des plages et du soleil, comme on la voit ici, existe. Mais celle de la démocratie et des droits de l’homme à laquelle on voudrait nous faire croire est une invention.

Ahmed Manaï poursuit : Depuis neuf ans que le président Ben Ali est au pouvoir, toutes les structures de la société ont été démantelées : les syndicats ouvriers et étudiants, les ordres des avocats et des médecins n’existent plus que sur le papier. Toute opposition est muselée. Le parlement est une simple chambre d’entérinement. La Justice, plus ou moins indépendante sous Bourguiba en dehors des grosses affaires politiques, est maintenant à la botte du pouvoir exécutif. La torture, les assassinats politiques, les procès inéquitables continuent, comme en témoignent les organisations internationales de défense des droits de l’homme. Et tout cela alors que rien ne le justifie, la société tunisienne étant foncièrement non violente.

AGNÈS GORISSEN

10 Fevrier 1992 Rencontre a Paris Boulaabi et Maitre Georges Henri Beautier l avocat Belge de Walid Bennani

 2 Mars 1992 Lettre a l attention de Maître Georges Henri Beautier

2 Mars 1992 Appel téléphonique et Lettre a l attention de Madame Monique Chemillier Gendreau Vice-présidente de l association française des juristes démocrates

3 Mars 1992 délégation a l ambassade de Belgique a Paris

4 Mars 1992 Lettre de remerciements a l ambassadeur de Belgique a Paris