الصفحة الرئيسية  أخبار عالميّة

أخبار عالميّة اكتشاف مثير يكشف سبب وفاة بعض مرضى كوفيد 19

نشر في  15 نوفمبر 2020  (17:05)

قد يكون صحيحاً أننا تعلمنا الكثير عن مرض فيروس كورونا الجديد (المعروف باسم كوفيد-19) منذ أن بدأت الجائحة في ديسمبر 2019،
 
ولكن هناك سؤال لا زلنا لا نستطيع الإجابة عليه، وهو: ما الذي يجعل بعض المرضى أكثر تأثراً بالمرض من غيرهم؟
 
تقول الدكتورة ميغان راني (وهي أستاذ مساعد في طب الطوارئ في جامعة براون)، والتي بدأت في علاج مرضى كوفيد-19 في قسم الطوارئ في شهر فبراير، أن التقدم في السن، والأمراض المصاحبة لا تفسر سوى جزء من هذه الظاهرة، وذلك كونها رأت مرضى من نفس العمر ونفس الحالة الصحية، إلا أن استجابتهم للمرض مختلفة بشكل كبير.
 
ومن المثير للاهتمام أنه تظهر أبحاث جديدة أن بعض المرضى (خصوصاً الرجال) يستسلمون لأن أجهزتهم المناعية تتعرض لهجوم ذاتي. ويأمل الباحثون أن يساعدهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات مستهدفة لهؤلاء المرضى.
 
في دراسة علمية، تبين أن 10% من حوالي 1000 مريض من مرضى الكورونا، الذين هدد المرض حياتهم، لديهم أجسام مضادة تعطل بروتينات الجهاز المناعي الرئيسية المسماة إنترفيرون (بالإنجليزية: Interferons). وهذه الأجسام المضادة (المعروفة بالأجسام المضادة الذاتية؛ لأنها تهاجم الجسم نفسه) لم تكن موجودة على الإطلاق في 663 شخص يعانون من مرض كوفيد-19 بصورة معتدلة أو بدون أعراض.
 
وكان أربعة فقط من أصل 1227 مريضاً أصحاء مصابون بالأجسام المضادة الذاتية.
 
ويقول الدكتور إريك توبول، نائب الرئيس التنفيذي للبحوث في شركة سكريبس للأبحاث في سان دييجو، أن هذا واحد من أهم الأشياء التي تعلمناها عن الجهاز المناعي منذ بداية الوباء. وأضاف "هذا اكتشاف مذهل".
 
وفي دراسة علمية ثانية قام بها نفس الفريق، وجد الباحثون أن 3.5% من المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، لديهم طفرات في الجينات التي تتحكم في الإنترفيرون الذي يدخل في مكافحة الفيروسات.
 
ونظراً لأن الجسم يحتوي على 500 إلى 600 من هذه الجينات، فمن المحتمل أن الباحثين سوف يجدون المزيد من الطفرات، وذلك حسب قول تشيان تشانغ، كبير الباحثين في الدراسة الثانية، والباحث بمختبر سانت جايلز لعلم الوراثة البشرية للأمراض المعدية بجامعة روكفيلر.
 
ما هي الإنترفيرونات؟ وما علاقتها بشدة مرض الكورونا؟
تقول الباحثة في علم الفيروسات أنجيلا راسموسن، وهي عالمة أبحاث مساعدة في مركز العدوى والحصانة في مدرسة ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا، إن الإنترفيرونات تعمل بمثابة خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى، وهي تعمل كمنبه يقوم بتنشيط جيش من الجينات المحاربة للفيروسات.
 
ويقول تشانغ أن الإنترفيرون له أهمية خاصة في حماية الجسم من الفيروسات الجديدة مثل فيروس كورونا، الذي لم يتعرض له الجسم من قبل. وتظهر الدراسات المخبرية أن الإنترفيرونات تكون مثبطة في بعض الأشخاص المصابين بكوفيد-19، ربما بسبب الفيروس ذاته، وبالتالي فقد تصبح أعداد الفيروس في أجسامهم كبيرة جداً.
 
ويظهر جلياً أن المرضى الذين يعانون من تثبيط في الإنترفيرون، لم يصنعوا أجسام مضادة تلقائية رداً على الفيروس. وبدلاً من ذلك، يبدو أنهم كانوا قد حصلوا عليها قبل أن يبدأ الوباء، كما قال بول باسترد، كبير كتاب دراسة الأجسام المضادة، وهو أيضا باحث في جامعة روكفيلر.
 
ولأسباب لا يفهمها الباحثون، فإن الأجسام المضادة الذاتية لا تسبب أي مشكلة حتى يصاب المرضى بفيروس كوفيد-19، حسب قول بول باسترد. وعلى نحو ما، يبدو أن فيروس كورونا، أو الاستجابة المناعية التي تسبب فيها، هو الذي دفع الإنترفيرونات إلى الحركة.
 
ويضيف بول باسترد أن حالة هؤلاء المرضى كانت صامتة، بل إن معظمهم لم يمرض من قبل. ويتساءل ما إذا كانت الأجسام المضادة الذاتية ضد الإنترفيرونات تزيد أيضاً من خطر الفيروسات الأخرى مثل الإنفلونزا.
 
هل مرض بهجت وراثي زوجي حامل المرض منذ الصغر وبنتي عمرها 3سنوات ظهرت لها 4 تقرحات في شهر ونصف تقريبا هل هناك احتمال أن تكون حامله المرض بالوراثه؟؟
 
يقول سابرا كلاين، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة في جامعة جونز هوبكنز للصحة العامة، إن العلماء عرفوا منذ فترة طويلة أن الفيروسات والجهاز المناعي يتنافسان في نوع من سباق التسلح، حيث تطور الفيروسات طرق للتملص من الجهاز المناعي، بل وتقمع استجابته.
 
وعادة ما تكون الأجسام المضادة هي أبطال جهاز المناعة، يدافعون عن الجسم ضد الفيروسات وغيرها من التهديدات. ولكن في بعض الأحيان، وفي ظاهرة تعرف باسم مرض المناعة الذاتية، يبدو الجهاز المناعي مرتبكاً ويخلق أجسام مضادة ذاتية.
 
ويحدث هذا في أمراض مثل:
 
التهاب المفاصل الروماتيزمي؛ عندما تهاجم الأجسام المضادة المفاصل.
مرض السكري من النوع الأول؛ حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للانسولين في البنكرياس.
وعلى الرغم من أن الأطباء لا يعرفون الأسباب الحقيقية لأمراض المناعة الذاتية، إلا أنهم لاحظوا أن الحالات غالباً ما تحدث بعد العدوى الفيروسية. كما تعد أمراض المناعة الذاتية أكثر شيوعاً مع تقدم الناس في العمر.
 
الرجال أكثر عرضة للمناعة الذاتية من النساء
لقد ناضل العلماء من أجل تفسير سبب ارتفاع خطر دخول الرجال إلى المستشفى والموت بسبب كوفيد-19. وعندما ظهر المرض لأول مرة في الصين، تكهن الخبراء بأن الرجال يعانون أكثر من الفيروس لأنهم أكثر عرضة للدخان من النساء الصينيات.
 
ولكن، لاحظ الباحثون أن الرجال في إسبانيا كانوا أيضاً أكثر عرضة للموت بسبب كوفيد-19، على الرغم من أن الرجال والنساء هناك يدخنون بنفس المعدل تقريباً.
 
كما افترض الخبراء أن الرجال قد يتعرضون لخطر أكبر بسبب احتمال عدم ارتداء الكمامات أكثر من النساء، ومن المحتمل أكثر أن يؤجلوا طلب الرعاية الطبية.
 
ولكن الاختلافات السلوكية بين الرجال والنساء لا تشكل سوى جزء من الإجابة.
 
ويقول العلماء أنه من الممكن أن يحمي هرمون الإستروجين النساء بطريقة ما، بينما قد يعرض التيستوستيرون الرجال لخطر أكبر. ومن المثير للاهتمام أن الدراسات الحديثة وجدت أن السمنة تشكل خطراً أكبر بكثير على الرجال المصابين بفيروس كورونا من النساء.
 
وفي نتائج غير متوقعة، فإن 94% من المرضى في الدراسة، الذين لديهم أجسام مضادة ذاتية كانوا من الرجال.
 
وكان نحو 12.5% من الرجال الذين يعانون من التهاب رئوي يهدد حياتهم نتيجة إصابتهم بكوفيد-19، مصابين بأجسام مضادة للانترفيرون، مقارنة بنسبة 2.6% من النساء.
 
وقال كلاين أن هذا غير متوقع، نظراً لان مرض المناعة الذاتي أكثر شيوعاً بين النساء.
 
ويضيف كلاين: "لقد درست الاختلافات الجنسية في العدوى الفيروسية منذ 22عاماً، ولا أعتقد أن أي شخص يدرس الأجسام المضادة الذاتية يعتقد أن هذا سيكون عامل خطر لشدة الإصابة بكوفيد-19."
 
وأضاف كلاين أن الدراسة قد تساعد في تفسير احتمال إصابة الرجال بشكل أكثر شدة من مرض كوفيد-19 والموت بسببه من النساء.
 
كما يشير أكيكو إيواساكي، أستاذ علم الأحياء المناعي في كلية الطب بجامعة ييل، إلى أن العديد من الجينات المشاركة في إستجابة الجهاز المناعي للفيروسات موجودة في كروموسوم إكس.
 
وبما أن النساء لديهن نسختين من هذا الكروموسوم مع نسختين من كل جين، وذلك يعطي النساء نسخة إحتياطية في حال كانت نسخة واحدة من الجين معيبة، في حال أن الرجال لديهم نسخة واحدة فقط من كروموسوم إكس، وبالتالي إذا كان هناك عيب أو جين به طفرة فى كروموسوم إكس فليس لديهم نسخة أخرى من الجين لتصحيح المشكلة.
 
وقد لوحظ أن امرأة واحدة فقط في الدراسة طورت أجسام مضادة ذاتية، وذلك لأنها تعاني من حالة وراثية نادرة، حيث كان لديها كروموسوم X واحد فقط.
 
النساء أيضاً لديهن شكل خاص في المعاناة من كوفيد-19
تظهر الدراسات أن النساء أكثر عرضة بأربع مرات للإصابة بأعراض كوفيد-19 طويلة الأجل، التي قد تستمر لأسابيع أو أشهر طويلة، بما في ذلك:
 
التعب.
الوهن.
نوع من الارتباك العقلي المعروف باسم (ضباب الدماغ).
وبالتالي، ربما تنجو النساء من المناعة الذاتية، ومن المحتمل أن يمتن بشكل أقل، ولكن بعد ذلك تعاني من كل هذه التعقيدات على المدى الطويل.
 
هل تنطبق المناعة الذاتية على الأمراض الفيروسية الأخرى؟
وبعد قراءة هذه الدراسات يرغب الباحثون في معرفة ما إذا كان المرضى الذين يصابون بشكل خطير من فيروسات أخرى مثل الانفلونزا يحملون أيضاً جينات أو أجسام مضادة تعطل الإنترفيرونات.
 
وعلى الرغم من أنه ليس هناك دليل على ذلك فى الانفلونزا، إلا أن العلماء لم يبحثوا في ذلك، ومن خلال كوفيد-19، ربما نكون قد كشفنا عن آلية جديدة جداً، والتي يمكن أن نجدها في عدد من الأمراض.
 
لا شك أن العلماء يقولون إن الدراسة الجديدة تحل جزءاً فقط من سر الأسباب التي قد تجعل نتائج المرضى تتفاوت إلى حد كبير.
 
ويقول الباحثون إنه من المحتمل أن يكون بعض المرضى محميين بسبب التعرض السابق لفيروسات تاجية أخرى. وقد يكون المرضى المصابون بشدة كبيرة من المرض يستنشقون جرعات أعلى من الفيروس، مثل التعرض المتكرر لزملاء مصابين.
 
وعلى الرغم من أن الأطباء بحثوا عن روابط بين نتائج الأمراض ونوع الدم، إلا أن الدراسات أسفرت عن نتائج متضاربة.
 
إن فحص المرضى بحثاً عن الأجسام المضادة الذاتية ضد الإنترفيرونات قد يساعد على التنبؤ بالمرضى الذين من المرجح أن يصابوا بدرجة شديدة من المرض.
 
وعلى الرغم من أن 10% فقط من المرضى الذين يعانون من خطر مهدد للحياة بسبب كوفيد-19 لديهم أجسام مضادة ذاتية، يعتقد بول باسترد أنه يجب أن نجري الاختبار لكل من يتم إدخاله إلى المستشفى. وبخلاف ذلك لن نعرف من هو مهدد بخطر الإصابة بشكل حاد من المرض.
 
الإنترفيرون كعلاج منقذ لمرضى كوفيد-19
ويأمل بول باسترد أن تؤدي اكتشافاته إلى علاجات جديدة تنقذ الأرواح، وأشار إلى أن الجسم يصنع أنواعاً كثيرة من الإنترفيرون. وقد يساعد إعطاء المرضى نوعا مختلفا من الإنترفيرون (نوع لا يتأثر بجيناتهم أو أجسامهم المضادة الذاتية) في مكافحة الفيروس.
 
في الواقع، وجدت دراسة تجريبية ضمت 98 مريضاً، ونشرت يوم الخميس في مجلة "لانسيت" للطب التنفسي، فوائد من شكل مستنشق من الإنترفيرون. وفي الدراسة البريطانية الممولة من قبل القطاع الصناعي، كان من المرجح أن يتعافى مرضى كوفيد-19 الذين تم تعيينهم عشوائياً لتلقي العلاج بإنترفيرون بيتا-1a أكثر من ضعف إحتمالات تعافي مرضى آخرين، بالقدر الكافي لاستئناف أنشطتهم المعتادة.
 
ومع ذلك، فإن الباحثين يحتاجون إلى تأكيد النتائج في دراسة أكبر من هذه، وينبغي للدراسات في المستقبل أن تختبر دم المرضى بحثاً عن الطفرات الجينية والأجسام المضادة الذاتية ضد الإنترفيرون لكي ترى ما إذا كانوا يتجاوبون بشكل مختلف عن الآخرين.
 
وقد يعمل الإنترفيرون المستنشق بشكل أفضل من حقن الإنترفيرون، لأنه يدخل مباشرة إلى الرئتين. وعلى الرغم من أن حقن الإنترفيرون تم استخدامها لسنوات لعلاج أمراض أخرى، إلا أن النسخة المستنشقة لا تزال تجريبية وليست متوفرة تجارياً.
 
محاذير استخدام العلاج بالإنترفيرون
ويجب على الأطباء توخي الحذر من الإنترفيرون في الوقت الراهن، لأنه في دراسة تقودها منظمة الصحة العالمية لم تجد أي فائدة من حقن الإنترفيرون في مرضى كوفيد-19.
 
في الواقع، كان هناك معدلات وفيات أعلى في المرضى الذين تم إعطاؤهم الإنترفيرون، على الرغم من أن النتيجة كان من الممكن أن تكون بسبب الصدفة.
 
وقد شجع إعطاء الإنترفيرون في وقت لاحق من الإصابة بالمرض على فرط رد الفعل المناعي المدمر، والتي يطلق عليها عاصفة السيتوكين، حيث يؤدي الجهاز المناعي إلى إلحاق المزيد من الضرر بالجسم أكثر من الفيروس.
 
وقد بدأ العلماء في جميع أنحاء العالم، أكثر من 100 تجربة إكلينيكية للإنترفيرون.
 
ويقول الأطباء أنه إلى أن يتم إكمال الدراسات الأكبر، فإن النتائج التي توصل إليها بول باسترد، من غير المرجح أن تغير الطريقة التي يتم بها علاج كوفيد-19.
وكالات