الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في سهرة يوم الجمعة 20 نوفمبر: برنامج "المكتبة مع كمال الرياحي" يسلط الضوء على تجارب التحدي وتخطي الصعاب

نشر في  17 نوفمبر 2020  (18:56)

 

دارت الحلقة الثانية من برنامج المكتبة لكمال الرياحي حول موضوع فلسفة اللاعنف وخطاب الكراهية كان ذلك يوم الجمعة 13 نوفمبر 2020 على الساعة التاسعة والنصف مساء على قناة اليوتيوب "المكتبة مع كمال الرياحي"، صحبة فريق البرنامج ابتسام الوسلاتي ومريم الفندري واسمهان الشعبوني وهيثم العويشي.
وقد استضاف البرنامج جملة من الضيوف، الكاتبة التونسية عواطف الزراد والمترجم الإيطالي فرنشيسكو ليجو ونائب رئيس الهايكا القاضي عمر الوسلاتي.


كان محور تدخل الكاتبة عواطف الزراد حول كتابها اللاعنف في النضال السياسي الصادر سنة 2019 عن دار زينب للنشر. وأبرزت الكاتبة تعدد تعريفات اللاعنف باعتباره سلوكا عقلانيا متشبعا بقوة روحية وله أبعاد إنسانية متنوعة ينبذ العنف ووسائله ويستبدلها بالوسائل السلمية ويؤسس لعلاقات إنسانية أخلاقية تنظر إلى الآخر وتقوم علاقاتها به على اعتباره شبيهاً على الدوام لا بل مثيلا باعتباره انسان وشريك في أفق الإنسانية.

وقد بينت وجود خلط بين اللاعنف وبعض العبارات المشابهة له حتى أن هنالك من يستعملها خطأ للدلالة عليه مثل ضد العنف والعنف المضاد ونفي العنف وأكدت أنّ واقعنا يقوم على ثقافة العنف ويجد فيها الفرد والجماعة ما يبرر عنفهم ولغتنا ذاتها ثرية بألفاظ العنف مثل لفظ الكراهية بما فيه من رفض للآخر المختلف خاصةً لأن ثقافة العنف متحجرة تقوم على التمركز حول الذات وهي ثقافة ضد الإنسان والحياة والتسامح.. إنها ثقافة لا تليق بالإنسان واستئصالها ضروري واستبدالها بثقافة اللاعنف القائمة على السلام والمحبة والتسامح وقبول المختلف وحقه في أن يكون كذلك.


أمّا المترجم الإيطالي فرنشيسكو ليجو فقد أثار مسألة الفرق بين اللاعنف والسلمية ولاحظ أن المظاهرات التي جرت في مختلف البلدان العربية لم تذكر فكرة اللاعنف بل السلمية، سواء في المغرب أو في الجزائر أو في غيرهما. كما ربطت فكرة اللاعنف بفكرة المقاومة السلبية في الاحتجاج. كما أن اللاعنف في إيطاليا كان طريقة في العمل السياسي والاجتماعي في حقبة السبعينات لدى فئات عريضة من الشباب ردا للعنف الذي شهدته البلاد طيلة الحقبة الفاشية ثم في الحرب العالمية الثانية وما بعدها.


وأكد نائب رئيس الهايكا القاضي عمر الوسلاتي في مداخلته أن خطاب الكراهية يقوم على فكرة أساسية هي إقصاء الأخر المختلف على التعبير عن كيانه والتعبير عن تطلعاته وممارسة حقوقه بشكل متساو مع كل المجموعة أو الفرد الذي يمارس خطاب كراهية ضده بغاية إقصائه من المجال العام وغالبا ما تسعى القوانين في الأنظمة إلى تجريم خطابات الكراهية التي تحرض على العنف وتهدد الأقليات بسبب لونها أو دينها أو جنسها أو ميولها الاجنسي أو وضعها الاقتصادي والاجتماعي ومن المهم ان تكون هناك وسائل مختلفة للتربية على قيم العيش المشترك واحترام خصوصيات الاخر بشكل يطور المجتمع ولا يسقطه في هوة العنف ان خيار اللاعنف احد اهم ادوات نهضة الانسان لمستقبل افضل.


وقد تدخل أعضاء الفريق في الموضوع ذاته فقدمت ابتسام الوسلاتي كتاب لماذا نكره أو كراهيات منفلتة مرة أخرى للكاتب نادر كاظم ويدور حول فكرة أساسية مفادها إبراز كيف تقوم الهوية على الكره بل على قتل الآخر المختلف، قتل العدو الذي يُصوَر كخطر يهدد وجودنا. ولم يكتف الكاتب بالوقوف عند أسباب الكراهية ومظاهرها فقط بل تجاوز ذلك إلى محاولة البحث عن الحلول التي تضمن إرساء الاحترام وضمان العيش في عالم بلا كراهية.
وقدمت اسمهان الشعبوني كتابا باللغة الإنجليزية يجمع خطب ورسائل وحوارات للماهاتما غاندي، تحت عنوان "لا عنفي" My Non-Violence. وأشارت الى ان الكتاب يسمح بالتعرف على الأسس الفكرية لتقنية النضال التعنيف لدى غاندي، وهي أسس دينية مرتبطة بمبدإ الرحمة بالكائنات (الأهيمسا في الهندوسية) والبحث عن الحقيقة بالمعنى الصوفي للكلمة.
وقدّم هيثم العويشي في مداخلة أولى تحليلا لعنف التكفير عموما وظاهرة التكفير الفكري خصوصا (الدكتور نصر حامد أبو زيد نموذجا ) ، وفي مداخلة ثانية ناقش فلسفة الأديب الروسي وداعية السلام ليف تولستوي ورؤيته وتصوّراته في كيفيّة مقاومة العنف عبر اللاعنف .


أمّا الجانب الموسيقي فقد أمنه كل من مروان الأزرق من خلال تقديم مقاطع موسيقية للشيخ إمام ونص لأحمد مطر والدكتورة مريم الفندري من خلال اغنية بالفرنسية للمغنية الكندية سيلين ديون وقد وصفتها بنشيد عالمي للحب والسلام S'il suffisait و غنت موالا من الفلكلور الفلسطيني يما مويل الهوى... كما تحدثت عن واقع العنف في المستشفيات بحكم مباشرتها لعملها في الصحة العمومية واقترحت حلولا لمواجهة هذ العنف المتفاقم بتفعيل دور الاعلام في اعادة ثقة المواطن بالممرض والطبيب وتفعيل دور المدارس في تربية الناشئة على ثقافة اللاعنف.

رابط حلقة الكراهية واللاعنف:

وسيكون موضوع حلقة الأسبوع المقبل من برنامج المكتبة مع كمال الرياحي يوم الجمعة 20 نوفمبر على الساعة التاسعة والنصف مساء على قناة اليوتيوب "المكتبة مع كمال الرياحي" حول الأمل وتقديم تجارب التحدي بمشاركة مجموعة من الضيوف -من بينهم الإعلامية فاطمة الجمالي- تمكنوا من تخطي صعوبات كبيرة واجهتهم من مرض ووضع خاص وادمان جعلهم في بعض الاحيان في مواجهة الموت أو الإكتئاب. واستعادوا الحياة وحققوا نجاحا كبيرا.