ثقافة نسيبتي العزيزة : "ضحكولو تمد على طولو"
من الطبيعي جدا أن ينتظر التونسيون خلال شهر رمضان سيتكوم "نسيبتي العزيزة" الذي نجح طيلة 4 سنوات في استقطاب عدد كبير من المتابعين من كل الفئات والأعمار، خاصة وأن هذا العمل وكما تعرّفه قناة نسمة برنامج عائلي، حضر فيه الابتسامة والتلقائية والطرافة اضافة الى الأداء المتميز لجل الممثلين، وهو ما جعله محط أنظار العائلة التونسية وسببا رئيسيا لاجتماعها خلال الشهر الفضيل شأنه شأن "البريكة والشربة".. كالعادة انتظرنا هذه السنة الجزء الخامس من "نسيبتي العزيزة" بفارغ الصبر لا سيما بعد الحملة الدعائية الكبيرة التي سبقته، والمعلقات الدعائية التي غزت شوارعنا، وبطبيعة الحال بعد الاعلان عن عودة سماح الدشراوي في دور خميسة والحاق كمال التواتي بالمجموعة، ولكن وكما يقال " تسمع جعجعة ولا ترى طحينا" حيث تبين ومنذ الحلقات الأولى أن كاتب السيناريو يونس الفارحي "ببوشة" سقط في فخ التكرار الممل لبعض المواقف، وحتى الابتذال، متناسيا ان المشاهد التونسي له من الذكاء ما يخول له التفريق بين الغث والسمين، ولا أدل على ذلك التراجع الكبير لنسبة المشاهدة ل"نسيبتي العزيزة" في الموسم الحالي، إن كاتب السيناريو لم يحاول ابتكار مواقف جديدة ونفخ روح في شخصياته بل حافظ على نفس التحركات والمواضيع و"الكليشيات"، من ذلك أننا رأينا خميسة التي غابت عن الجزء الرابع تعود بفس اللهجة المبالغة في الريفية معتمدة على مفردات مصرية مبتذلة، كما كان الفاهم كما عهدناه أسلوبا وعبارات، وعموما لم نلاحظ اي تجديد او ابتكار او محاولة للخروج عن السائد والمألوف وهو ما دفع بالبعض الى ايجاد البديل في القنوات الأخرى، وهنا نشير الى ان صاحب القناة الذي راهن بكل ما يملك من جهد وامكانات على هذا السيتكوم ورفض انتاج أي عمل آخر بحجة أن بامكانه سحق المنافسة بفضل "نسيبته العزيزة" قد خسر الرهان وكما يقال " ضحكولو تمد على طولو".
سناء الماجري