الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة رياضيون يعلّقون على "الأسبوع الأسود" : تونس ستدفع غاليا ضريبة الوعود الجوفاء ودمار المخرّبين !

نشر في  27 جانفي 2016  (10:23)

مرة أخرى يعود اللاستقرار ليفرض سلطانه في تونس التي ملّت حالة فوضى وشغب أصبحت سمة بارزة تلتصق بنا كلما ذكرت أخبار وطننا..وعلى وقع هذا المنوال عاشت بلادنا أسبوعا أسودا وعصيبا اشتعلت فيه كل الأضواء الحمراء التي مسّت كل القطاعات دون سواسية، مع فرض حظر التجول رغم التخفيض فيه تدريجيا.. وحالة اضطراب تامّ تلازم عدة جهات ومعها الاختصاصات المتداخلة.
ما يجري في تونس ولئن كان أمرا سياسيا متصلا بجوانب اجتماعية واقتصادية صرفة، الا أنه جعل الشلل يمتدّ بصفة شبه كلية الى اختصاصات ومشارب أخرى لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبقى بمعزل عن الفوضى التي نعيشها، ومن ذلك قطاع الرياضة الذي ظل يعاني التهميش وزادت حدة الأمر فيه جرّاء ما يجري بيننا، وللأسبوع الثاني على التوالي تتوقف جميع الأنشطة الرياضية في بلادنا تحت مسمّى الدواعي الأمنية.
عن كل هذه المسائل المتشعّبة والمتداخلة فيما بينها، كان لأخبار الجمهورية اتصال ببعض الوجوه الرياضية لاستقراء موقفها مما يحصل ببلادنا ولمعرفة انعكاساته على المشهد الرياضي ومحاولة استبيان حلول وقراءات قد تسفر عن الوصول الى خارطة طريق سياسية ببهارات رياضية بحتة حتى ننجح في ترييض "السياسة" التي مللنا انقساماتها وما جرتنا اليه على امتداد خمس سنوات..
وفي هذا السياق أكد رياض بنور مسيّر فرع كرة القدم بالترجي الرياضي أن ما يجري من فوضى لن ينفع البلاد في شيء داعيا الجميع الى التعقل وعدم الانجرار الى مربع العنف، وأكد محدثنا أن البعض وعلى غير وعي ودراية منهم فانهم خدموا أجندات معيّنة قوامها التخريب و"قطع الطرق".
بنّور أشار الى أن الوضع الذي تعيشه تونس يفرض على الجميع ترك العنف والاحتجاجات جانبا حتى لا نخسر المزيد، مشيرا الى أنه من حق الجميع البحث عن الشغل وكشف سلم المطالب لديهم ولكن بطرق متحضرة بعيدا عما شهدته بعض الجهات في الفترة الأخيرة..
وواصل مسيّر الترجي ليقول ان الرياضة أصبحت بدورها مهددة في ظل ما نعيشه من اضطرابات في وقت كان من المفروض أن تكون هي المتنفس الوحيد للشعب من الانقسامات السياسية وتبعاتها، وختم بنّور بالاشارة الى أنه يتألّم مثلا حين يشاهد النقلة النوعية التي شهدتها بلدان مجاورة على غرار المغرب التي واكب تطورها على هامش تربص الترجيين في مراكش..والحال أن تونس كانت سباقة في مثل هذه البنية التحتية قبل استشراء الفوضى...

منتصر الوحيشي: هنالك تباين بين المطلبية والواقع..

من جهته يعتبر المدير الرياضي السابق للنادي الافريقي والمحلّل الفني منتصر الوحيشي أن المنعرج الذي عاشته تونس يتطلب وقفة حازمة وانهاء كل علامات الفوضى التي عشناها على امتداد عدة سنوات وعادت لتتبلور في الفترة الأخيرة..
الوحيشي أكد أن الاشكال الأبرز محوره التشغيل في ظل وجود دراسات تشير الى أرقام كبيرة من "البطالة" وهم من أصحاب الشهائد العليا..
الوحيشي اعتبر أننا نوجد في مفترق طرق بين تراكمات لسياسات خاطئة وهي تكديس الديبلومات وعدم توفير مسلتزمات مواطن الشغل، غير أن ذلك لم يمنعه من الاقرار بوجود نوع من "التواكل" ينتهجه البحث من الرافضين للاجتهاد والباحثين عن استقرار مهني بأيسر السبل والتكاليف، حيث استشهد بعزوف للشبان عن العمل رغم صابة الزيتون وكذلك عدم اتجاههم للمهن اليدوية التي قد تتطلب جهدا اضافيا مقارنة بما تتطلبه الخطط الوظيفية الادارية..
وفي جانب ثان يرى الوحيشي أن الانعكاسات تبدو وخيمة للغاية على القطاع الرياضي باعتباره أولا وسيلة ترفيه تزيح قليلا من عبء هموم السياسة وكذلك منهجا اقتصاديا ضروريا لأي بلاد..
محدثنا أكد أن الرياضة كانت قطاعا حيويّا واستشهد بلقاءات كرة القدم التي تخلق ديناميكية كبيرة ابتداء وسائل النقل مرورا بتذاكر المواجهات وأصحاب محلات الأكلة الخفيفة وغير ذلك، علاوة عما توفره من بنية تحتية، حيث استشهد محدثنا بالطفرة التي عاشتها جنوب افريقيا بعد تنظيم المونديال منذ ستّ سنوات..وكذلك ما تعدّ له فرنسا قبل "اليورو المرتقب"..وعاد ليذكّر باستثمار تونس لملعب رادس بعد الألعاب المتوسطية و"كان" سنة 2004..
ولأجل كل ذلك خلص منتصر الوحيشي الى القول ان الوضع يتطلب اجتهادا جماعيا لتجاوز فترة الاضطراب والتخطيط جيدا لانعاش الاقتصاد حتى يعمّ الهدوء الاجتماعي.

ناصر البدوي: مللنا "الهزان والنفضان" ونريد الاستقرار..

واصلنا الغوص في آراء الرياضيين عما تشهده تونس من حراك جمع بين المطلبية والاحتجاجات والشغب، لنصل الى الناصر البدوي الذي مرّ مباشرة الى صلب الموضوع معتبرا أن تونس تجني تبعات سياسة عدم الوضوح في الخطاب والاستراتيجيات، معتبرا أن البلاد لم تتوصل الى سياسة قيادة واضحة وداعيا الى فرض الاستقرار وانهاء ما وصفه ب"الهزان والنفضان".
البدوي أكد في تصريحه لأخبار الجمهورية أنه حريّ بالمشرفين على دواليب الدولة انتهاج خطاب واضح بعيدا عن شعارات التسويق، وبعد المرور من الفترة الانتقالية فان الظرف الراهن يتطلب خطابا واضحا وتقديم مناهج عمل دقيقة..
ويرى البدوي أن الرياضيين كما عامة الشعب ينتابهم تأثّر شديد لما يجري من فوضى أثرت حتما على نشاط الأندية والهياكل بشكل يفقدهم للرغبة في مزاولة النشاط متمنّيا عودة الاستقرار بشكل سريع حتى لا تطول الفترة الانتقالية المليئة بالهنات.

سليم الجديدي: أتأسف لعجزنا عن اجراء مباراة "ويكلو"

في ذات الاطار لم يخف الحكم الدولي السابق سليم الجديدي أسفه من الوصول الى حالة نعجز خلالها عن تنظيم مباراة "ويكلو"..
الجديدي أكد أن النشاط الرياضي مرتهن ومرتبط بالوضع الأمني والاجتماعي للبلاد، ووجه محدثنا رسالة الى الأطراف السياسية المعنية بالمطلبية السائدة والشعارات المرفوعة داعيا اياها الى تطبيق ما أطلقته في حملاتها الانتخابية حتى يسود مناخ الهدوء في بلادنا.
ومن جهة أخرى وان كان الجديدي يساند مطالب الكثيرين في البحث عن الشغل، فانه لم ينس دعوتهم الى التحلّي بالهدوء والابتعاد عن سياسة التخريب قائلا بالحرف الواحد "استحفظوا على تونس بلادنا".
وختم حكمنا الدولي السابق بالقول ان قليلا من الصبر يبدو ضروريا لتجاوز هذا الظرف الخانق حتى يعود الاستقرار الى البلاد وتتخطّى بسلام هذا الظرف العصيب.

اعداد: طارق العصادي