الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة وفاة الأديب محمد الباردي والكاتب كمال الزغباني يكشف أبرز افضاله

نشر في  31 أوت 2017  (22:26)

انتقل الى جوار ربه الأديب محمد الباردي يوم الأحد 31 أوت. ومن أشهر رواياته "مدينة الشموس الدافئة "والكرنفال" و"حنة" و"تقرير إلى عزيز " و ''شارع مرسيليا" و"مريم".

وقد ذكر الكاتب كمال الزغباني في تدوينة نشرها على جداره الفايسبوكي أبرز أفضال الفقيد قائلا: "من أكبر أفضال محمّد الباردي على جيل الثمانينات، والأجيال اللاحقة، بولاية قابس أنّه كان ينظّم سنويّا ندوة فكريّة كبرى على هامش مهرجان قابس الدولي. خلال تلك الندوات أمكن لي ولأبناء جيلي ونحن تلامذة ثمّ طلبة أن نتحاور مباشرة مع مفكّرين عرب أفذاذ لم نكن نتخيّل لهم وجودا إلاّ على أغلفة الكتب التي كنّا نقرأها بشغف ونتحاور حولها ساعات وساعات: الجابري، حنفي، تيزيني، أركون، العظم (صادق جلال)، العظمة (عزيز)...وآخرون كثر...

أمّا فضله العظيم الثاني فهو تنظيمه فيما بعد لملتقى الرواية العربيّة بقابس (ومن بعدها مركز الرواية العربيّة) حيث كان الروائيّون والنقّاد والباحثون التونسيون والعرب من كلّ التوجّهات والأجيال يلتقون سنويّا لمدّة ثلاثة أيّام ويتداولون القضايا الإبداعيّة المتّصلة بالرواية وعلاقاتها بسائر الفنون. ناهيك عن السهرات والعربدات الجميلة المتّصلة.

وقد أتيح لي خلال الدورات التي حضرتها أو شاركت فيها بمداخلة أو شهادة التعرّف عن قرب على روائيّين كبار مثل جمال الغيطاني ويوسف القعيد ونبيل سليمان وإبراهيم الكوني...علاوة على عدد كبير من الروائيّين والنقّاد التونسيّين الذين صار بعضهم فيما بعد أصدقاء جميلين.

أمّا أبرز خصاله مدرّسا جامعيّا (كان لي حظّ مزاملته بكلّيّة الآداب بصفاقس) فهو أنّه كان يحرص دوما على برمجة روايات وقصص تونسيّة غالب أصحابها غير معروفين في دروسه كما في الرسائل التي كان يؤطّرها. علاوة على أطروحته المهمّة في الأدب المقارن والمتعلّقة بالصلات بين "الرواية الجديدة" في فرنسا ورواية الستّينات (أو "الحساسية الجديدة" كما يسمّيها إدوار الخرّاط) بمصر.

شخصيّا أحتفظ له بمعزّة خاصّة جدّا. فقد أفرد ثلاث حصص من برنامج أدبي بالإذاعة الوطنيّة لروايتي الأولى "في انتظار الحياة" رغم أنّي كنت وقتها مغمورا ومغضوبا عليّ من الأجهزة الثقافيّة والإعلاميّة الرسميّة بسبب تأسيسي مع عدد من الأصدقاء لـ"رابطة الكتّاب التونسييّن الأحرار" المناوئة بوضوح لنظام بن علي وأطياف قوّاديه. محمّد الباردي لك منّي كلّ الحبّ وليكن مرقدك الأبديّ سلاما."