ثقافة قبر اسماعيل الحطاب في طيّ النسيان
بينما يعتني المسيحيون بمقابرهم ويولونها ما تستحقّ من رعاية، لست أدري لماذا مقابرنا منسية مهملة.. ففضلا عن الحشائش والأعشاب الطفيليّة المنتشرة في كلّ مكان، فإنّ الشواهد أغلبها مكسّرة إضافة إلى الأتربة وزجاجات الخمر الفارغة المنتشرة هنا وهناك.. فمتى تتولّى البلديّات تنظيف المقابر وإيلاءها ما تستحقّ من رعاية وإحاطة؟ ألا تشمل حملات التنظيف ـ التي انطلقت في مختلف أنحاء الجمهورية ـ المقابر؟ هل من برنامج تتضافر به جهود سكّان المدن والجمعيّات والمتطوّعين ويتمّ من خلاله تنظيف المقابر ورشّ المبيدات وذلك للقضاء على القوارض والزّواحف، وهل من برنامج أيضا لترميم القبور والشواهد حتى تتسنى معرفتها والدلالة عليها بشكل واضح؟
والمعروف عن اسماعيل الحطاب ـ رحمه الله ـ أنّه كان فنّانا شعبيا وله جمهور غفير وقد توفّي سنة 1994.. ورغم شهرته الواسعة فإنّ قبره الموجود في مقبرة سيدي الجبالي بأريانة لفّه النسيان، فشاهدة قبره لا يكاد يقرأ ما دوّن عليه أمّا إناء الفخّار الذي يوضع به الماء للعصافير فقد تكسّر.. هذا القبر لفّته الأشواك والأعشاب الطفيلية وأكداس الأتربة وعلب الخمر الفارغة. فهل من لفتة كريمة لقبر المرحوم وصيانته؟
نجاة