ثقافة حبيبة مسيكة قصة الحسناء التي أثارت غضب رجال الدين بسبب إسمها.. وقُتلت حرقاً على يد حبيبها
وُلدت حبيبة مسيكة، وإسمها الحقيقي مارغريت مسيكة، عام 1903 في العاصمة التونسية، ضمن عائلة يهودية أندلسية.
عُرفت حبيبة مسيكة بجمالها الفتان، فكان يجعل الرجال يغارون عليها والنساء يغارون منها.
نشأتها وإكتشاف موهبتها
منذ أن كانت صغيرة في السن، إكتشفت خالتها الفنانة التونسية المعروفة ليلى سفاز صوتها الجميل، فعلمتها الغناء والعزف على البيانو. ساعدت شهرة ليلى حبيبة خصوصاً في البلدان الأوروبية، وبشكل خاص في باريس وبرلين، وعرّفتها على العديد من المشاهير وفتحت لها العديد من الأبواب.
من أبرز أغانيها: على باب دارك، الربيـع منور، يا محلا الفسحة، طلعت يا محلا نورها، زوروني كل سنة مرة.. وإلى جانب الغناء شاركت في العديد من الادوار المسرحية سواء في تونس أو في الخارج مع فرقة "جورج أبيض"، ثم مع فرقة "المستقبل" بإدارة محمود بورقيبة.
تتلمذت حبيبة مسيكة على يد الفنان الشهير خميس الترنان، الذي منحها إسمها أو لقبها العربي "حبيبة"، قبل أن تصبح نجمة في مجال الغناء والتمثيل والرقص وأصبح لقبها في ما بعد "حبيبة الكل"، إذ حصدت جماهيرية واسعة جداً في سنوات قليلة من حياتها الفنية.
لقاؤها بالرسام الشهير بابلو بيكاسو
إلتقت حبيبة مسيكة أو مارغريت مسيكة، في عشرينيات القرن الماضي بالرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو، فانبهر بجمالها ووعدها بزيارة تونس كما وعدته حبيبة بزيارة إسبانيا، إلا أن رحيلها المبكر عن عالمنا لم يجعل لقاءهما يتكرر.
حبيبها قتلها عن عمر الـ 27 عاماً
توفيت حبيبة مسيكة التي عرفت بعدها بلقب "حبيبة الكل"، في 20 شباط/فبراير عام 1930، بطريقة صادمة ومؤسفة هزت تونس والعالم العربي كله.
في التفاصيل عادت في ذلك اليوم المفجع إلى شقتها في شارع "ألفريد أوكران كلاي" بحيّ "لافيات" في العاصمة تونس، وهي متعبة من السّهر والعمل لساعات طويلة، فيما كان صديقها تاجر المجوهرات الشهير اليهودي - التونسي إلياهو ميموني ينتظرها أمام بوابة المبنى وهو غاضب.
وصلت حبيبة وتناقشا بطريقة حادة، وحاولت أن تجعله يفهم أنها لا تحبّه وأنه حان الوقت لإنفصالهما إلى الأبد، إلا أن إلياهو لم يتحمل قرار حبيبة خصوصاً أنه ساهم في شهرتها ودعمها مالياً، وبنى لها قصراً صغيراً مازال موجوداً في منطقة تستور حتى اليوم، وتمتلكه الدولة التونسية وقد حولته الى دار للثقافة.
عاد إلياهو ميموني إلى سيارته غاضبًا وحمل قارورة بنزين ودخل من جديد إلى حببية، فدخل الشقة كونه كان يمتلك المفتاح فوجدها في سريرها نائمة. سكب البنزين في غرفة النوم وأشعل النار لتموت حبيبة حرقاً. غادر هو نحو أحد الفنادق وحاول أن ينتحر، إلا أنه تم انقاذه من قبل الموظفين.
دُفنت حبيبة مسيكة في مقبرة اليهود ببورجل، المعروفة الآن بمونبليزير بالعاصمة، ولم يكن من المسموح زيارة القبر لعقود أما سبب ذلك فهو لأن رجال الدين اليهود كانوا متحفظين للغاية وكانوا غاضبين من "مارغريت"، التي حولت اسمها إلى "حبيبة"، وكيف خرجت عن العادات والتقاليد بالنسبة لهم وعاشت حياة الفن والغناء.
في عام 1995 وبعد مرور سنوات طويلة على وفاتها، تناولت المخرجة التونسية سلمى بكار قصة حياة حبيبة مسيكة في فيلم "رقصة النار"، وشاركها في صياغة السيناريو الكاتب والصحفي سمير العيادي، ونفّذ موسيقاه حمادي بن عثمان. من جهة أخرى، تم نقل بيانو حبيبة مسيكة إلى معرض في تل أبيب، يضم أغراض اليهود المشهورين من ذوي الأصول العربية.
في الفن