ثقافة فيلم "الجبال الثمانية" في المسابقة الرسمية لمهرجان كان: في معاني الصداقة والوحدة والريف والوفاء
بقلم الناقد السينمائي طاهر الشيخاوي- مراسلنا من مهرجان كان
الوحدة، العلاقة مع الأب، الصداقة، الريف وبالتحديد الجبال، مواضيع يطرحها فيلم "ثمانية جبال" للمخرجين البلجيكيين فليكس فانغروانيغن وشرلوت فاندرميرش في قالب روائي بضمير المتكلم (كأنما هي ترجمة ذاتية) تترك مكانا شاسعا لجمال الطبيعة بمعني المشاهد الطبيعية والطبيعة الإنسانية.
فيلم في المسابقة الرسمية تدور أحداثه بالأساس في مرتفعات قريبة من مدينة تورينو. كلاسيكي –إن شئنا التنعيت- في سرده للأحداث. بياترو وبرونو تربط بينهما علاقة رمت جذورها في الريف، بين الجبال. بياترو أصيل مدينة تورينو يعيش هناك مع والديه في ضيق الحضر واكتظاظه، لا أنيس له. يقضي عطلة الصيف في هذه القرية النائية. برونو ريفي أصيل لا يعرف المدينة ولا حتى التمدن. وحدته أعمق، ليست بديلة بل بدائية.
يدور موضوع الشريط في هامش الفارق بين الصديقين على مدى سنوات منذ الطفولة إلى الثلاثينات. في هذا الهامش بين الالتصاق بالجبال حتى الفناء والبحث اليائس في الفضاء على خلفية النقد الضمني للحداثة الحضرية تترامى أبعاد الفيلم وتتوالى المواضيع، الحب والأبوة، المسؤولية العائلية والوفاء. كلّ ذلك في تؤدة ونوع من الأناقة المغرية والساذجة أحيانا، سذاجة غير مفتعلة تقترب من النقاوة الفكرية وتكاد تسقط فيها أحيانا.
Une beauté, menacée, presque compromise par, dirions-nous, un manque de cruauté.
Un film guetté par la mièvrerie.