الصفحة الرئيسية › قضايا و حوادث
قضايا و حوادث
تونس: مجموعة من المنحرفين يستخدمون برنامجا على موقع التيليغرام وينشرون صورا عارية "مفبركة" للفتيات للتحيل عليهن وابتزازهن
نشر في 18 أوت 2023 (17:39)
أطلق العديد من التونسيين صيحة فزع صيحة فزع، بشأن المعطيات المتداولة والمتعلّقة بتأكيد عدد من الفتيات (من بينهنّ قاصرات) تعمّد مجموعة من المنحرفين المارقين على القانون التلاعب بصورهنّ وفبركتها لتبدو دون ملابس في دقائق معدودات عن طريق استخدام برنامج للذكاء الإصطناعي ثمّ تنزيلها على موقع التيليغرام ..
وعلى إثر "تحويل وجهة" الصور المفبركة يقوم مستخدموا هذا البرنامج الخطير بالاتصال بالفتيات ضحايا نواياهم الإجرامية الخطيرة، ويعمدون إلى تهديدهنّ وابتزازهن والتحيّل عليهنّ إن لم يذعنّ إلى طلباتهم.
ويعتمد هذا البرنامج المستخدم على تقنية تعرف بـ "التزييف العميق" التي تستخدم في تزييف مقاطع فيديو إباحية لمشاهير، علما وأنّ هذا البرنامج المستخدم تم اطلاقه منذ سنة 2020 كما أنه يشبه تطبيقا مماثلا تم حجبه سنة 2019.
هذا وتعتبر الجريمة الإلكترونية أو الابتزاز الإلكتروني وانتهاك الخصوصية من الجرائم الحديثة التي انتشرت في العديد من البلدان وهي جرائم يعاقب عليها المشرّع التونسي، نظرا لانها تنتهك الخصوصية والمعطيات الشخصية..
ويعتبر الحقّ في حماية المعطيات الشخصية حقا دستوريا حيث عرّفها الفصل 27 من قانون حماية المعطيات الشخصية (07-07-2004) بكونها "كل البيانات مهما كان مصدرها أو شكلها والتي تجعل شخصا طبيعيا معرفا او قابلا للتعريف"، كما تعتبر الصورة جزء هاما من المعطيات الشخصية والتي عرفتها محكمة التعقيب بوصفها "حقا استئثاريا يخول لصاحبها كيفية استعمالها ونشرها يستوجب الترخيص المسبق ولذلك فله الاعتراض على نشرها".
كما انّ الفصل 87 من مجلة الالتزامات والعقود المتعلق بجرائم الصحافة، نصّ على انه "من أذاع على طريق صحف الأخبار أو علـى طريق آخر أو أكد ما هو مخالف للحقيقة، ومن شأنه أن يخـل باعتبار من أذيع عليه ذلك أو بشرفه أو بمصالحه سواء كان شخصا أو جماعة فعليه ضمان ما ينشأ عن فعله من الضرر إذا علم أو كان من شأنه أن يعلم أن ما نسبه لغيره ليس بصحيح كل ذلك مع ما تقتضيه الأحكام الجنائية من التعزير.
وهذا الحكم يجري على من قذف غيره بقول أو فعل أو كتاب إذا اعتبر قذفه جنحة على مقتضى الأحكام الجنائية وقانون المطابع. ويجري هذا الحكم على من طبع ما فيه افتراء على الغير أو فضيحته أو قذفه وذلك بالخيار بين من كتب ومن طبع. والقيام بهذه الدعوى يسقط بمضي خمسة أشهر كاملة من يوم وقوع الفعل أو من تاريخ آخر أعمال المطالبة فإن وقع الطعن المذكور بلا نشر ولا إشهار سقط حق القيام به بعد مضي خمسة أشهر من يوم وصول العلم به لمن لحقه الضرر".
ويعتبر الإبلاغ عن عقوبة الابتزاز الإلكتروني شيء مهما للغاية من شأنه إبعاد الضرر المترتب عن التهديدات الموجهة للضحية، لذلك وجب على كل العائلات الإصغاء إلى بناتهنّ وتفهمهنّ وتصديقهن، مع ضرورة توعية القاصرات بعدم الرضوخ والخوف من الابتزازات الالكترونية وكل التهديدات المنتشرة فضلا عن وجوب التوجه إلى أقرب المراكز الأمنية وخاصة نحو الفرق المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل لتقديم الشكاوى وتلقي النصائح والإرشادات اللازمة.
منارة تليجاني