الصفحة الرئيسية › اقتصاد

اقتصاد في انتظار تفعيله مغاربيا: مشروع سياحي ضخم يحوّل طبرقة من "جنّة ضائعة" الى ّجنّة ناعمة"

 خلال سنة 2022 تقدّمت مجموعة من رجال الأعمال من ولاية جندوبة وبرئاسة الدكتور محمد فوزي الدريسي المختصّ في أمراض القلب التداخلية ومن مواليد منطقة بلاريجيا بجندوبة بمشروع تنموي سياحي ضخم بعنوان "ساحل المرجان بطبرقة "costa - coralis" وهو مشروع مهمّ من حيث المساهمة في التنمية الجهوية المستدامة وجاذبية وإشعاع الجهة على المستوى الوطني والعالمي وفق دراسة أعدّها آنذاك على أفضل الخبراء في التخطيط والتنمية والإقتصاد والتعمير والسياحة.

ويمتدّ هذا المشروع الذي يبلغ حجم إستثماراته 2000 مليون دينار على مساحة 175 هكتار ومن المنتظر ان يساهم في إحداث أكثر من 3500 موطن شغل مباشر وأكثر من 9000 موطن شغل غير مباشر و بنسبة 5% من الإنتاج المحلي لولايات الشمال الغربي كما جاء آنذاك في الدراسة المقدمة من طرف جمعية 2050 حيث دعت الى ضرورة تثمين خصوصية الجهة بالاعتماد على موقعها الجغرافي المتميز وخاصة قربها من الجزائر الشقيقة ووجود مطار دولي الى جانب التنوع البيئي وجمالية الطبيعة وتنوع مشاهدها التي تجمع بين ثلاثية البحر والجبال والغابات وهو الأمر الذي سيساعد في جعل مدينة طبرقة جاذبة داخليا وخارجيا وقطبا تنافسيا متنوعا ومستداما.

كما ان هذا المشروع سيساهم في إحداث نقلة نوعية على مستوى التشغيل وتنشيط الحركية الإقتصادية والسياحية ومنها تنشيط مطار طبرقة-عين دراهم الدولي وذلك من خلال مكوناته المتمثّلة في 5 أقطاب وهي قطب صحي يستجيب للمعايير المعتمدة دوليا وقطب تجاري متكامل يتضمن مغازة كبرى وعلامات تجارية عالمية ومقاه ومطاعم وأماكن للراحة والترفيه وقطب ترفيهي يحتوي على ألعاب مائية وغابية موجهة للشباب والأطفال والباحثين عن المغامرة ومتحفا وحديقة نباتية للتعريف بالمخزون النباتي والغابي وكذلك قاعة مؤتمرات بمواصفات عالمية الى جانب قطب وسط المدينة يضم ساحة سياحية وقرية للصناعات التقليدية وفضاء للعروض الفنية وقطب للإيواء السياحي يضم عددا من النزل من فئة 5 نجوم و4 نجوم ومجامع سكنية وكذلك قرية ايكولوجية.

وكان في البرنامج الانطلاق عمليا في تنفيذ المشروع سنة 2023 وللغرض تكوّنت آنذاك على مستوى ولاية جندوبة لجنة مساندة لدعم عمل جمعية "جندوبة تنمية واستثمار 2050"تحت رئاسة المدير الجهوي للتنمية بجندوبة وتضم مختلف الإدارات الجهوية كما تم في فترة سابقة عرض المشروع على المجلس الأعلى للاستثمار وتصنیفه ضمن المشاریع ذات الأھمیة الوطنیة باعتباره سيكون محركا أساسيا للتنمية الجهوية المستدامة وسيساهم في دعم جاذبية الجهة ومزيد التعريف بها داخليا وخارجا فضلا عن تنويع المنتوج وإثراء العرض السياحي وتطوير طاقة الإيواء.

كما نذكّر انه في آواخر سنة 2018 وبمناسبة انعقاد الدورة العادية الثالثة للنيابة الخصوصية للمجلس الجهوي أبرم كل من المجلس الجهوي لولاية جندوبة وجمعية تنمية استثمار جندوبة 2050 اتفاقية شراكة في مجال الاستثمار السياحي والخدماتي والصناعي لاستكمال دراسات جدوى مكونات هذا المشروع المتوقع آنذاك أن تناهز تكاليفه ست مائة مليون دينار كمرحلة أولى تسويق له، وحسب ما تضمنته الاتفاقية سالفة الذكر والتي تدوم خمس سنوات قابلة للتجديد ابتداء من تاريخ التوقيع عليها التزم المجلس الجهوي بجندوبة آنذاك بدعم الجمعية صاحبة المشروع في تنفيذ الدراسات وعرضه على رئاسة الحكومة والوزارات المعنية ومتابعة مراحل انجازه والمساهمة في إنشاء شركة تنمية تتولى جمع الموارد المالية لإنجاز الدراسات وضمان حقوق البلديات المعنية بالمشروع في المشاركة في انشاء شركة التنمية.

كما تلتزم الجمعية باحترام مقتضيات مرسوم الجمعيات عدد 88 لسنة 2011 وبتنفيذ دراسات الجدوى لكافة مكونات المشروع ومراعاة البعد العمراني والبشري والاقتصادي والبيئي لولاية جندوبة واعتبار البلديات طرفا أساسيا في اعداد التصورات النهائية لمكونات المشروع ومتابعة مراحل إنجازها وتسييرها.

بعد هذا العرض لهذه المبادرة التنموية فان الدعوة مؤكّدة الى تفعيل المشروع خصوصا وان ولاية جندوبة هحاليا بصدد متابعة تنفيذ مقترحات المشاريع المشتركة التي حظيت بموافقة الجانبين التونسي و الجزائري باللجنة الثنائية التونسية الجزائرية لتنمية المناطق الحدودية المنعقد بالجزائر يومي 29 و 30 جانفي من السنة الماضية و الذي يتواصل إلى غاية يوم غد 9 جانفي الجاري ومن الممكن ان يكون الطرف الجزائري شريكا فاعلا في دعم مشروع "ساحل المرجان بطبرقة "costa - coralis"خصوصا ان الارضية مثلى للاستثمار في جهة جندوبة التي تتوفر حاليا على مجموعة هامة من وحدات الايواء السياحي ومجموعة من المطاعم المصنفة ومجموعة من وكالات الاسفار وميناء ترفيهي ومجموعة من مراكز الغوص في أعماق البحار ومجموعة من المراكب البحرية الترفيهية ومجموعة من مراكز معالجة بمياه البحر ومركز معالجة بالمياه المعدنية ومجموعة من القواعد البحرية الترفيهية وملعب الصولجان ومركز فروسية وعدد من المراكز التنشيطية بواسطة الكواد وعدد من المؤسسات المختصة في الصيد الخنزير.

كما تتضمن الجهة حديقة “الفائجة” الوطنية ومحمية “وادي الزان” الوطنية وعدد من المراكز الرياضية الدولية للتربصات ومسالك غابية للتجوال على الأرجل والدراجات الهوائية ومتحف “شمتو” والموقع الأثري “ببلاريجيا” والحصن الجنوي وهي مكاسب تنموية مشجعة ومغرية للاستثمار العالمي عامة والمغاربي خاصة.

منصف كريمي