الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات صدم عمالقة التكنولوجيا.. كل ما تريد معرفته عن تطبيق "ديب سيك" الصيني الذي هدّد "عرش" الشات جي بي تي؟

نشر في  30 جانفي 2025  (12:12)

حقق روبوت الدردشة الصيني المعتمد على الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" DeepSeek انتشارًا كبيرًا نهاية الأسبوع، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة، ليحل مكان "تشات جي بي تي" الذي طورته شركة "أوبن أيه آي".

لقد دفعت نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ"DeepSeek"، والتي تم تدريبها باستخدام تقنيات فعّالة للحوسبة، محللي "وول ستريت" وخبراء التكنولوجيا إلى التساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على الحفاظ على تقدمها في سباق الذكاء الاصطناعي، وما إذا كان الطلب على شرائح الذكاء الاصطناعي سيستمر.

فالتطبيق الصيني الناشئ تفوّق على تطبيق "تشات جي بي تي" من "أوبن إي آي/ OpenAI" على متجر تطبيقات شركة "آبل"، بعد إطلاقه أوائل جانفي الجاري.

وتفوّق المساعد الذكي الخاص بالشركة الصينية (DeepSeek) التي تتخذ من مدينة هانغتشو في شرق الصين مقرًا لها، بتقنيات منخفضة التكلفة، ومفتوحة المصدر وباستخدام عدد أقل من الشرائح مقارنةً بالنماذج الرائدة عالميًا، كما تقول بيانات للشركة وتقارير وبيانات صحفية نقلت بعضها وكالة "بلومبرغ" الأميركية.

وأدى ذلك لخسائر غير مسبوقة، الإثنين، لسهم شركة "إنفيديا"، الأكبر بالعالم بهذا القطاع التكنولوجي بالولايات المتحدة، بحوالي 560 مليار دولار من قيمتها السوقية.

من أين جاء "ديب سيك" وكيف انتشر بسرعة كبيرة؟

في 10 يناير الجاري، أصدرت شركة "ديب سيك"، تطبيقها، وأطلقته على متجر تطبيقات أبل بالولايات المتحدة، لتقدّم تجربة تعتمد على نموذجها المتطور (DeepSeek V3) كبديل مجاني للتطبيقات المماثلة المدفوعة مثل "ChatGPT".

وبحسب بيانات للشركة، تأسست "ديب سيك" الصينية برأس مال يبلغ 10 ملايين يوان (نحو مليون و400 ألف دولار) عام 2023، وتقدّر تكلفة نموذجها للذكاء الاصطناعي بنحو 5.6 ملايين دولار، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بنفقات عملاق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة "إنفيديا"، التي تتراوح بين 100 مليون دولار إلى مليار دولار

وتأسست الشركة الصينية، على يد "ليانغ ونفنغ"، وتطور نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر، ووصل تطبيق الهاتف الذي يحمل اسم الشركة نفسها (DeepSeek) إلى صدارة قوائم التحميل على متجر "أبل".

فمنذ اليوم الأول، قامت شركة DeepSeek ببناء مجموعات مراكز البيانات الخاصة بها لتدريب النماذج، ولكن مثل شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى في الصين، تأثرت DeepSeek بحظر التصدير الأميركي على الأجهزة.

ولتدريب أحد نماذجها الحديثة، اضطرت الشركة إلى استخدام شرائح Nvidia H800، وهي نسخة أقل قوة من الشريحة، H100، المتاحة للشركات الأميركية.

وحسب موقع "تك كرنش"، فإن الفريق الفني لشركة DeepSeek يتألف من الشباب، كما أنها توظف بشكل مكثف باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من أفضل الجامعات الصينية، كما توظف أشخاصًا ليس لديهم أي خلفية في علوم الحاسوب لمساعدة تقنيتها على فهم مجموعة واسعة من الموضوعات بشكل أفضل.

نماذج "ديب سيك"

كشفت شركة DeepSeek عن مجموعتها الأولى من النماذج - DeepSeek Coder وDeepSeek LLM و DeepSeek Chat - في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وعندما أطلقت الشركة الناشئة عائلة نماذج DeepSeek-V2 من الجيل التالي، لم تكن صناعة الذكاء الاصطناعي مشهورة في ذلك الوقت.

ولقد حقق DeepSeek-V2، وهو نظام تحليل النصوص والصور، أداء جيدًا في العديد من معايير الذكاء الاصطناعي، وكان استخدامه أرخص بكثير من النماذج المماثلة في ذلك الوقت.

لقد أجبر منافسي DeepSeek المحليين، بما في ذلك ByteDance وAlibaba، على خفض أسعار الاستخدام لبعض نماذجهم، وجعل البعض الآخر مجانيًا تمامًا

وفي سياق متصل، فقد أضاف DeepSeek-V3، الذي تم إطلاقه في ديسمبر/ كانون الأول 2024، إلى شهرة DeepSeek.

 

وفقًا لاختبارات المعايير الداخلية لـ DeepSeek، يتفوق DeepSeek V3 على كل من النماذج القابلة للتنزيل و"المتاحة" مثل Meta's Llama والنماذج "المغلقة" التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال واجهة برمجة التطبيقات، مثل OpenAI's GPT-4o.

وأصدرت DeepSeek في يناير نموذج R1 الذي يعمل بنفس كفاءة نموذج o1 من OpenAI في معايير الأداء الرئيسية.

وقال الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي ماثوي بيرمان: "أطلق ديب سيك آر1 منذ بضعة أيام، وأحدث موجة من الصدمة في قطاع صناعة الذكاء الاصطناعي".

وأوضح بيرمان أن آر1 هو نموذج ذكاء اصطناعي يتمتع بالقدرة على التفكير تمامًا مثل طراز "أوبن إيه أي" 01 و03 المطورين للغاية، ولكن الشيء الذي يميزه هو أنه مفتوح المصدر تمامًا.

إلى ذلك، ووصف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" المنافسة، في منشور بمنصة إكس الإثنين، نموذج "ديب سيك" بأنه "مذهل، وخاصة فيما يقدمونه مقابل السعر".

واستدرك: "لكننا متحمسون بشكل أساسي لمواصلة تنفيذ خريطة الطريق الخاصة بنا بشأن البحث، ونعتقد أن زيادة (القدرة) الحاسوبية باتت أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى حتى ننجح في مهمتنا".

وفي تصريحات خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي الإثنين، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن نموذج "ديب سيك" هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية، داعيًا الصناع إلى "التركيز الحاد على المنافسة للفوز".

واعتبر ترمب أن هذه الصدمة قد تكون أيضًا "إيجابية" مع دفعها إلى الابتكار بتكلفة أقل، بدلًا من "إنفاق المليارات والمليارات".